بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِلَهِي إِنْ كَانَ قَلَّ زَادِي فِي الْمَسِيرِ إِلَيْكَ ، فَلَقَدْ حَسُنَ ظَنِّي بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ ، وَ إِنْ كَانَ جُرْمِي قَدْ أَخَافَنِي مِنْ عُقُوبَتِكَ ، فَإِنَّ رَجَائِي قَدْ أَشْعَرَنِي بِالْأَمْنِ مِنْ نَقِمَتِكَ ، وَ إِنْ كَانَ ذَنْبِي قَدْ عَرَّضَنِي لِعِقَابِكَ ، فَقَدْ آذَنَنِي حُسْنُ ثِقَتِي بِثَوَابِكَ ، وَ إِنْ أَنَامَتْنِي الْغَفْلَةُ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ لِلِقَائِكَ ، فَقَدْ نَبَّهَتْنِي الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِكَ وَ آلَائِكَ ، وَ إِنْ أَوْحَشَ مَا بَيْنِي وَ بَيْنَكَ فَرْطُ الْعِصْيَانِ وَ الطُّغْيَانِ ، فَقَدْ آنَسَنِي بُشْرَى الْغُفْرَانِ وَ الرِّضْوَانِ ، أَسْأَلُكَ بِسُبُحَاتِ وَجْهِكَ وَ بِأَنْوَارِ قُدْسِكَ ، وَ أَبْتَهِلُ إِلَيْكَ بِعَوَاطِفِ رَحْمَتِكَ وَ لَطَائِفِ بِرِّكَ ، أَنْ تُحَقِّقَ ظَنِّي بِمَا أُؤَمِّلُهُ مِنْ جَزِيلِ إِكْرَامِكَ ، وَ جَمِيلِ إِنْعَامِكَ فِي الْقُرْبَى مِنْكَ ، وَ الزُّلْفَى لَدَيْكَ ، وَ التَّمَتُّعِ بِالنَّظَرِ إِلَيْكَ ، وَ هَا أَنَا مُتَعَرِّضٌ لِنَفَحَاتِ رَوْحِكَ وَ عَطْفِكَ ، وَ مُنَتَجِعٌ غَيْثَ جُودِكَ وَ لُطْفِكَ ، فَارٌّ مِنْ سَخَطِكَ إِلَى رِضَاكَ ، هَارِبٌ مِنْكَ إِلَيْكَ ، رَاجٍ أَحْسَنَ مَا لَدَيْكَ ، مُعَوِّلٌ عَلَى مَوَاهِبِكَ ، مُفْتَقِرٌ إِلَى رِعَايَتِكَ .
إِلَهِي مَا بَدَأْتَ بِهِ مِنْ فَضْلِكَ فَتَمِّمْهُ ، وَ مَا وَهَبْتَ لِي مِنْ كَرَمِكَ فَلَا تَسْلُبْهُ ، وَ مَا سَتَرْتَهُ عَلَيَّ بِحِلْمِكَ فَلَا تَهْتِكْهُ ، وَ مَا عَلِمْتَهُ مِنْ قَبِيحِ فِعْلِي فَاغْفِرْهُ .
إِلَهِي اسْتَشْفَعْتُ بِكَ إِلَيْكَ ، وَ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْكَ ، أَتَيْتُكَ طَامِعاً فِي إِحْسَانِكَ ، رَاغِباً فِي امْتِنَانِكَ ، مُسْتَسْقِياً وبل [ وَابِلَ ] طَوْلِكَ ، مُسْتَمْطِراً غَمَامَ فَضْلِكَ ، طَالِباً مَرْضَاتَكَ ، قَاصِداً جَنَابَكَ ، وَارِداً شَرِيعَةَ رِفْدِكَ ، مُلْتَمِساً سَنِيَّ الْخَيْرَاتِ مِنْ عِنْدِكَ ، وَافِداً إِلَى حَضْرَةِ جَمَالِكَ ، مُرِيداً وَجْهَكَ ، طَارِقاً بَابَكَ ، مُسْتَكِيناً لِعَظَمَتِكَ وَ جَلَالِكَ ، فَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْمَغْفِرَةِ وَ الرَّحْمَةِ ، وَ لَا تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ مِنَ الْعَذَابِ وَ النَّقِمَةِ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ " [1] .