رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ مُكْرَمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [1] ( عليه السلام ) أَنَّهُ قَالَ :
اشْتَدَّتْ حَالُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله ) ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ لَوْ أَتَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَسَأَلْتَهُ .
فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله ) ، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) قَالَ : " مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ وَ مَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ " .
فَقَالَ الرَّجُلُ : مَا يَعْنِي غَيْرِي .
فَرَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ فَأَعْلَمَهَا .
فَقَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) بَشَرٌ فَأَعْلِمْهُ .
فَأَتَاهُ ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) قَالَ : " مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ وَ مَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ " .
حَتَّى فَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ [2] ثَلَاثاً .
ثُمَّ ذَهَبَ الرَّجُلُ فَاسْتَعَارَ مِعْوَلًا ، ثُمَّ أَتَى الْجَبَلَ فَصَعِدَهُ فَقَطَعَ حَطَباً ثُمَّ جَاءَ بِهِ فَبَاعَهُ بِنِصْفِ مُدٍّ مِنْ دَقِيقٍ .
فَرَجَعَ بِهِ فَأَكَلَهُ ، ثُمَّ ذَهَبَ مِنَ الْغَدِ فَجَاءَ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَبَاعَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يَعْمَلُ وَ يَجْمَعُ حَتَّى اشْتَرَى مِعْوَلًا .
ثُمَّ جَمَعَ حَتَّى اشْتَرَى بَكْرَيْنِ [3] وَ غُلَاماً ، ثُمَّ أَثْرَى حَتَّى أَيْسَرَ [4] .
فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله ) فَأَعْلَمَهُ كَيْفَ جَاءَ يَسْأَلُهُ وَ كَيْفَ سَمِعَ النَّبِيَّ ( صلى الله عليه وآله ) .
فَقَالَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) : " قُلْتُ لَكَ ، مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَ مَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ " [5] .